--------------------------- --------------------------------------------------------

القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة أمي سيسي حكاية من التراث الشعبي التونسي للأطفال

 



أحبائي القراء جئناكم اليوم بموضوع جديد حول 
قصة من حكايات التراث الشعبي التونسي للأطفال 

قصة أمي سيسي من التراث الشعبي التونسي


قصة أمي سيسي من التراث الشعبي التونسي



في يوم من الأيّام كانت أميّ سيسي تكنس منزلها، فوجدت فلسا قالت في نفسها: ماذا 
 
سأفعل به؟ ماذا سأفعل به يا ربّي؟ ماذا أستطيع أن أشتري بهذا الفلس؟


سأشتري به شيئا لابنتي الصغيرة...
 
 لو اشتريت به برتقالة؟ لا... فقشور البرتقال ستوسّخ بيتي النظيف...


ولو اشتريت به رمّانة؟ كلاّ...فقشور الرمّان ستوسّخ بيتي الذي لم أتوقّف عن تنظيفه، 


اه...وجدتها! 
 
سأشتري به سمكات صغيرة فهي تؤكل بأكملها ولا يوجد فيها ما يلقى به من أوساخ ، 
 
إذن ليس فيها شيء ملوّث.

  ذهبت أمّي سيسي للسوق واشترت سمكات صغيرة ووضعتها في مقلات وعملة على 
 
قليها وتركتها في المطبخ. ثم استمرّت في الكنس من جديد.


وبعد حين، جاء قطّ الجارة عند أمّي سيسي ليستعير منها سكّينا لسيدته أمّي عويشة.


قال القط قطّوس: سأعيده لك بعد قليل حالما تنتهي أمّي عويشة من تقطيع اللحم الذي 
 
اشتراه خالي صالح.
 
 
 قالت أمّي سيسي: ألا ترى أنّني أكنس؟ 
 
اذهب بنفسك إلى المطبخ وخذه. ولا تنس أن تعيده إليّ.



عندما دخل القطّ إلى المطبخ، شمّ رائحة السمك الشهيّ فقفز نحو الصحن، وبسرعة 
 
 
 التهم كلّ السمك. وبما أنّه أكل بسرعة فقد انتفخ بطنه ولم يستطع التحمّل فاضطرّ إلى أن 
 
يفرغ كلّ ما بداخله قرب الصحن الفارغ.


وبعد ذلك، أخذ السكّين ثمّ انصرف وكأنّ شيئا لم يقع.


عادت فطّومة ابنة أمي سيسي إلى البيت وقالت لأمّها: أنا جائعة جدّا.


أجابتها أمّي سيسي: اذهبي إلى المطبخ، فهناك مفاجأة لذيذة تنتظرك.



دخلت فطومة المطبخ فرأت الصحن الفارغ وبجانبه براز القطّ المقرف الكريه، فظنّت أنّ أمّها تسخر منها فأخذت تبكي بشدّة. 
 
هرعت أمّي سيسي إلى المطبخ وفهمت كلّ شيء من النظرة الأولى، فغضبت غضبا شديدا وقالت: هذا القطّ غير مؤدّب! لا تبكي، يا ابنتي، سأجعله يندم على ما فعل!


وعندما أعاد قطّوش السكّين 
 
 
أخذته منه أمّي سيسي بيد وأمسكته بالأخرى. وبضربة واحدة قطعت ذيله.


صاح قطّوس من الألم ثمّ أخذ يركض من زاوية إلى أخرى وهو يدور حول نفسه ليرى ما تبقّي من ذيله. بكى وبكى راجيا أمّي سيسي أن تسامحه.


بالله يا أمّي سيسي، داوي لي جرحي. وحياتك ردّي لي ذيلي وأنا أعطيك بدله ما تريدين.


أشفقت أمّي سيسي من حال قطّوس وقالت له: لقد نلت جزاءك، وسأسامحك... ولكن، إن أردت أن أردّ لك ذيلك، فأحضر لي بدله سمكا من عند البقّال.


ذهب قطّوس عند البقّال وقال له: أمّي
 سيسي قطعت ذيلي، وطلبت مني سمكا والسمك عندك يا عمّي محمود. أرجوك، أعطني بعضا منه.


أجابه البقّال: إن أعطيتني لبنا، أعطيتك سمكا اذهب عند البقرة واطلبه منها. 


أسرع قطّوس عند البقرة وقال لها وهو يلهث: أرجوك أعطيني لبنا أعطه للبقّال حتّى يعطيني سمكا أعطيه لأمّي سيسي لتعيد لي ذيلي


قالت البقرة: إن أعطيتني عشبا، أعطيتك لبنا. اذهب واطلبه من الحقل.


توجّه قطّوس إلى الحقل وقال له:
أرجوك، أعطني عشبا أعطه للبقرة حتّى تعطيني لبنا أعطيه للبقّال حتّى يعطيني سمكا أعطيه لأمّي سيسي فتردّ لي ذيلي.



قال له الحقل: إن أحضرت لي ماء، أعطيتك عشبا، اذهب واطلبه من العين.


قصد قطّوس العين و قال لها: يا عين أتوسّل إليك، أعطيني ماء أعطه للحقل كي يعطيني عشبا أعطيه للبقرة فتعطيني لبنا، أعطيه للبقّال فيعطيني سمكا أعطيه لأمّي سيسي فتلصق لي ذيلي. 



قالت العين : يا قطوس حالك مؤسف ، سأعطيك من مائي إذا وعدتني بالإقلاع عن عاداتك السيئة ........ فرح قطّوس، وأخذ من ماء العين ليسقي الحقل الذي أعطاه العشب، ثمّ أخذ العشب إلى البقرة التي أعطته اللبن، ثم أخذ اللبن إلى البقّال الذي أعطاه سمكا، وأخيرا أخذ السمك إلى أمّي سيسي التي ألصقت له ذيله الصغير.



تعليقات